بقلم سلوى المؤيد
........................
إستيقظ الخليفة عمر بن الخطاب يوم الجمعة ٢٣هجريةمنزعجاً بسبب حلمه تلك الليلة حيث رأى في المنام كأن ديكاً نقره نقرة أو نقرتين ..وعندما أخبر أحد المفسرين قال له أنه سوف يقتل على يد أحد الأعاجم ، فذهب إلى صلاة الجمعة وخطب في الناس بعد الصلاة وأخبرهم بهذا الحلم.
شعر الناس بالضيق والخوف على حياة هذا الخليفة العادل القوي الذي استطاع أن يجعل الدولة الإسلامية من أقوى الدول في العالم بعد أن هزم الأمبرطوريتين الفارسية والرومية.
وفي اليوم التالي ،بينما كان عمر بن الخطاب يؤم الناس في صلاة الفجر خرج عليه مجرم يدعى أبو لؤلؤة المجوسي وهو ساجداً ليطعنه بخنجر صنعه خصيصاً ليقتل به هذا الخليفة الذي كان يكرهه لإنه هزم الفرس وأسقط إمبرطور يتهم ،وظلت كراهية الإيرانيين الصفويين له إلى اليوم.. ،
حاول الموجودون في المسجد القبض عليه لكنه عاركهم بخنجره الذي صنعه بحدين وقتل ١٣ شخصاً من المسلمين.
صدم المسلمون من موت الخليفة العادل النزيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن أستطاع ان يؤسس خلال سنوات حكمه الإحدى عشر الدولة الإسلامية ويقيم أركانها ويوطد بنيانها ويبسطها حتى وصلت إلى بحر قزوين شرقاً وحدود تونس شرقاً ،وبلاد الصقالبة
والروم شمالاً، والسودان جنوبا ًو أصبحت الدولة الإسلامية من أكبر الدول في ذلك العصر،
وصدم إمام المتقين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث وقف على جسد عمر صديقه وأباه الروحي بعد موته باكياً رحيله المؤلم المفجع فقال بإ سلوبه البليغ.
”رحمة الله عليك يا أبا حفص ،فو الله ما بقى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أحب إلي أن ألقى ؛الله بصحيفته يوم القيامة مثلك ،ما مات رسول الله حتى عرفنا أن أفضلنا عنده أبوبكر الصديق ،و ما مات أبو بكر حتى عرفنا أن بعده عمر ،كان أبو بكر أواهاً حليماً، وكان عمر ناصحاً لله فنصحه ، و و الله ما خلفت أحدا إلي أن ألقى الله بمثل علمه وعمله منك ، وأيم الله أن كنت أظن ليجعلك مع صاحبيك، وذلك أني كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ،ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ،وخرجت أنا وأبو بكر وعمر ،فإن كنت لأظن أن يجعلك الله معهما
وعندما جاء لعلي أهل نجران بعد وفاة عمر بطلب حق أخذه منهم عمر لمصلحة الدولة ..لكي يغير حكمه ويحصلوا على ما أخذ منهم، رد عليهم علي بإن الذي أخذه عمر منهم لم يكن لنفسه وإنما كان لجماعة من المسلمين وإنه لا يرد شيئاً صنعه عمر لإن عمر في نظر علي رضي الله عنهما رشيد لأمر
واتبع الفقهاء أسلوب علي بن أبي طالب في القضاء بإن لا يرد القاضي اجتهاد قضاء من قبله.
وعندما تولى علي بن أبي طالب الخلافة وفرغ من موقعة الجمل ودخل البصرة ثم الكوفة لم ينزل في القصر الأبيض لإنه يعلم أن عمر بن الخطاب كان يكره أن ينزل فيه وأراد أن يسير على خطى صاحبه ،ونزل في الرحبة و صلى في الجامع الأكبر ركعتين .
وأختتم الحلقةالأخيرة بحديث لحفيد الخليفة والإمام علي بن أبي طالب عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله الذي عبر به عن محبة آل البيت لعمربن الخطاب.
سأل حفص بن قيس عبدالله بن الحسن عن المسح على الخفين عند الوضوء للصلاةمادام قد لبسه قبل الصلاة السابقةفقال له "إمسح،فقد مسح عمر بن الخطاب رضي الله عنه" فقال له حفص بن قيس"إنما أسألك أنت تمسح؟"
رد عليه عبدالله "ذاك أعجز لك ،أخبرك عن عمر وتسألني رأيي،فعمر كانت خير مني ومن ملء الأرض.
فقال حفص"يا أبا محمد،إن الناس يزعمون أن هذا منكم تقية.”
فرد عليه عبداالله حفيد علي بن أبي طالب"أللهم إن هذا قولي في السر والعلانية،فلا تسمعن علي قول أحد بعدي" .
ثم قال “من هذا الذي يزعم أن علياًرضي الله عنه كان مقهوراً،وأن رسول الله أمر بإمر ولم ينفذه ( يقصد عمر)؟وكفى بإزراء على علي ومنقصةأن يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بإمر ولم ينفذه
إن آل البيت يعلمون أن الحكم شورى بين المسلمين وأن أول المطبقين لهذا الحكم الإسلامي الذي ذكر في القرآن الكريم ، محمد رسول الله صلى الله عيه وسلم، وأن ما حدث فتنة أرادها الفرس ومعهم اليهود الذي ادعوا الإسلام مثل "عبدالله بن سبأ "الذي أشعل الفتنة الكبرى في عهد الخليفة عثمان بن عفان وكل هدفهم إشعال الفتنةوالتفرقة بين المسلمين لإضعاف الدولة الإسلامية في ذلك العصر والعصور اللاحقة إلى يومنا هذا .
وأخيراً ..أرجو أن أكون قد وفقت بعد إحدى عشر حلقة أن أوضح مدى جمال ونبل العلاقة الإنسانية والفكرية بين الصديقين الروحيين
الفاروق عمر بن الخطاب وإمام المتقين علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
http://Www.salwaalmoayyed.com.bh